الخميس، 15 فبراير 2018

الموسيقى وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع


الموسيقى وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع

بقلم : د. داليا حسين فهمي
الموسيقي مرآه تتجلي فيها مدنيات الشعوب وحضاراتها، وإن التاريخ ليجلي عن تلك الحقيقة فيكشف لنا عن صور عقليات الشعوب المختلفة وتباين طرق تفكيرها في الموسيقي باختلاف العصور.
في هذا الصدد تقول دكتورة داليا حسين فهمي أستاذ الموسيقي العربية بقسم التربية الموسيقية ـ كلية التربية النوعية ـ جامعه عين شمس:  كان المصريون في الممالك القديمة يعدون الموسيقي أحد العلوم الأربعة المقدسة ويحيطونها وأهلها بكل أنواع الاحترام، وكذلك قدماء الصين يعتقدون بوثيق ارتباط الموسيقى بحياة الدولة وأن كل ما يصيب المملكة من خير أو شر مرجعه الموسيقى ونظرياتها حتى كانت الأسر الصينية كلما حدث لها مكروه قالت إن هناك خطأ في نظريات الموسيقي وتركيب سلالمها، وبلغ من سمو تفكيرهم في الموسيقي أن أطلقوا علي درجات السلم الموسيقي أسمى ألقاب الدولة فاسموا الدرجة الأولي الإمبراطور والثانية رئيس الوزراء والثالثة الرعية المخلصة والرابعة شؤون الدولة والخامسة مرآة العالم إلى غير ذلك ،كذلك في اليابان، فإن المجتمع يهتم بالموسيقي، فمثلا سفير اليابان كان عند تقديم أوراق اعتماده في المملكة المعين فيها في الخارج لا يتكلم، بل يغني لحنا خاصا يسمى " النوتة الدبلوماسية " ، وفي الهند يعتقدون أن الموسيقي هبة من الآلهة مباشرة، وأن الآلهة هي التي منحتهم الآلات والمقامات التي تبنى عليها الألحان والتاريخ يقدم أهمية الموسيقي في المجتمع.  وقد أفاضت كتابات أفلاطون وغيره من الفلاسفة في أن الموسيقي هي الأساس الذي تبنى عليه تربية الطفل وتقويم الدولة.
وتضيف دكتورة داليا قائلة: لم تعد الموسيقي فنا يقصد به مجرد اللهو والتطريب بل أصبحت جزءا من ثقافة المجتمع ودعامة من دعائم المدنية الحديثة، فهي جانب هام من حياة التلميذ في المدرسة وجزء من حياة المنزل وشطر لا غنى عنه في الحياة العامة.
كما أن الموسيقى ضرورية للإنسان في حالات القراءة والدراسة , ولا تخلو جلسة أو مكان من وجود الموسيقى فيه بشكل من الأشكال , وقد ترددت فوائد كثيرة عن الموسيقى, وما يمكن أن تقدمه في مجالات شتى، وآخرها ما نسمعه عن أن الموسيقى تساهم في نمو وتطور دماغ الطفل, فهل يمكن للموسيقى أن تجعل الطفل أكثر ذكاءً؟.
لقد توصل العالم العربي أبو بكر الرازي إلى فوائد الموسيقى قبل حوالي ألف سنة, إذ لاحظ أن بعض المرضى المصابين بأمراض تسبب آلاماً مبرحة, ينسون هذه الآلام ويشملهم الهدوء والسكون لدى سماعهم للألحان الشجية , والنغمات المطربة, فأدرك بإحساسه الدقيق المرهف, أن الموسيقى لا بد أن يكون لها أثر في تخفيف الآلام , وفي الشفاء من بعض الأمراض , وبعد تجارب عدة جزم أن الموسيقى الجميلة لها أثر حاسم في الشفاء من بعض هذه الأمراض, وصار يعتمد عليها بوصفها أسلوباً من أساليب العلاج الطبي.
في مراكز العلاج:
دخلت الموسيقى مؤخراً ضمن برنامج العلاج والتأهيل في العديد من مستشفيات الأطفال ومراكز علاج السرطان في أوروبا , كما أعلن خبراء التربية أن الطفل يستفيد من الاستماع إلى الموسيقى كما الكبار, وأن الألحان الناعمة تهدئه, وعادة ما تلجأ الأمهات إلى الغناء عندما يستيقظ الطفل في منتصف الليل , ويقال إن الموسيقى ربما تعمل على تقوية ونمو الأطفال الخُدَّج, أي الذين يولدون قبل اكتمال نموهم داخل الرحم.
تنمية الذكاء:
والموسيقى مفيدة للأم أيضاً فهي قادرة على رفع معنوياتها , وتهدئة أعصابها المتشنجة كما تساعدها على تقوية علاقتها بطفلها, فعندما تتمايل مع الموسيقى, على ألحان ناعمة , وهي تضم ابنها إلى صدرها , وتغني له أنشودة خاصة بالصغار أمثاله، تجده يهدأ وينام.  ولكي نجعل الموسيقى جزءاً من حياة الطفل ينبغي على الأم أولاً ألا تعتمد على التلفزيون.ثم عليها أن تجعل أي آلة موسيقية, أو جهاز موسيقي ( ستيريو أو جهاز تسجيل عادي)على سبيل المثال, جزءاً مهماً من الأجهزة العاملة في المنزل, لأن تشغيل أشرطة موسيقية, وبعض الأغاني الهادئة , ينمي عادة اهتمام الطفل بالموسيقى ويجعله عندما يكبر يعطي الألحان الموسيقية أذناً صاغية.
ومن المعروف أن الصغار ينامون عند سماعهم لبعض الأغاني, لهذا ينصح الخبراء الأم بجعل صوت المسجل منخفضاً وتعتيم المكان, ولكن مع عدم ترك الغرفة حتى ينام الطفل على صوتها, فعندما ينتهي الشريط ربما يستيقظ الطفل, ويحتاج إلى قدوم الأم إلى غرفته من أجل تشغيل الموسيقى , ولهذا بدلاً من ذلك, عليها أن تسمعه بعض الأغاني, ومن ثم توقف جهاز التسجيل قبل أن يستغرق في النوم. وعلى الأم أن تقوم بالغناء لطفلها, ولا تقلق بشأن صوتها, فالصغير لن ينتقد أسلوبها في الغناء, بل سيحب ما تبذله من جهد من أجل إسعاده. وعليها ألا تتقيد بالغناء في مواعيد النوم فقط, بل عليها أن تردد له الأغاني أثناء ملاعبته. والطفل عادة يحب قرع الطبل أو لعب البيانو, فهو يؤلف موسيقاه الخاصة , ولكن ذلك لا يتعدى سبيل اللعب , والأطفال لا يستفيدون من العزف على أي آلة  قبل بلوغهم سن الثالثة على الأقل , إذ في هذه المرحلة تبدأ الدارسات الخاصة بالموسيقى بالتشكل في دماغ الطفل.
وإذا كانت الأم تحب الألحان الكلاسيكية , وبدا لها أن طفلها يستمتع بها, فالأفضل أن تسمعه إياها , وبهذه الطريقة تجعل الأم اختياراتها المفضلة هي التي ترشدها لنوعية الموسيقى التي يحبها طفلها.  ويؤكد الخبراء أن أي لحن هادئ  وجميل, يدخل الحبور والهدوء إلى نفس الطفل.
وأشارت دكتورة داليا حسين فهمي أستاذة الموسيقي العربية في قسم التربية الموسيقية، كلية التربية النوعية، جامعة عين شمس إلى ما يقوله علماء النفس بـ: إن للموسيقى دور في حياة الكثير من الكائنات الحية, ومنها الإنسان, كما أنها تلعب دوراً في إقبال الحيوانات على الغذاء, وفي نمو النباتات, حيث كشفت الدراسات التي أجريت على الحيوانات التي تعرضت للضوضاء, وللموسيقى الصاخبة, أن بنية الدماغ لديها تغيرت, وثبت أن النباتات تكره الموسيقى الصاخبة, فنباتات اللبلاب التي تنمو في منازل تتردد فيها الألحان الموسيقية الهادئة تنمو وتنتعش بشكل أفضل من تلك الموجودة داخل بيوت يشغل أصحابها الموسيقى الصاخبة.
المصدر : جريدة العنكبوت الإلكترونية
--------------------------------------------------
مصدري انا اخذتها من :
http://arabmusicmagazine.com/index.php/2012-03-12-12-49-22/504-2015-05-02-09-26-26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق