الجمعة، 30 نوفمبر 2018

(أفيضى من سياطك و اجلدينى) للشاعر الكبيرحمد الحجي رحمه الله


تذكريني

للشاعر حمد الحجي رحمه الله



أفيضى من سياطك و اجلدينى
و زيدى عزلة .. و تجنبينى


و لكن لى لديك رجاء روح
تحشرج فى التراقى .. فاسمعينى

اذا ولى صباك .. و لا يولى
و دام لك الصبا .. فتذكرينى

و ان غامت سماؤك ذات يوم
بحب يائس .. فتذكرينى

و ان رفت شفاهك ضاحكات
و قلبك ينزف الدم . فاذكرينى

و ان سالت دموعك جاريات
على الوجنات حُمْراً .. فاذكرينى

و ان ومض السهاد جوى و حبا
و أضناك الأسى .. فتذكرينى

و ان أحسست بين حشاك شيئا
يحرق أو يمزق .. فاذكرينى

و ان طال النوى بك , أو ترامى
و لوعك الحنين ... تذكرينى

و ما الذكرى بآسية جراحى
و لا الذكرى بمطفئة أنينى

و لكنى سأفرح .. لو رفاتا ..
اذا أحسست أنك تذكرينى

و ما فرحى شماتا لا .. و لكن
بأن الجدب أينع بعد حين

و أن الصخر لان و لو لغيرى
و فاض الماء منه عن يقين

و أن الله عالم كل شىء
و مدرك ما أدينك أو تدينى

و شاهد لوعتى و برىء حبى
و مطلع على حزنى الكمين

سيملأ كأس حبك من دنانى
و ينصف منك ما لم تنصفينى

و يومئذ عليك بعين شمس
فزورى مرقدى: و استغفرينى

ضعى شفتيك فوق رقيم قبرى
بلا زهو المدل .. و قبلينى

و يومئذ سأغفر كل شىء
و أشرب نخب حبك من شئونى

وأنسى هول فرقتنا .. و كفا
تكاد تشع من ثلج دفين

و ثغرا كاد يسخر من شجونى
و من دمعى و من قلبى الطعين

و يومئذ سأدعو الله يرضى
فيمنحك الذى لم تمنحينى

و يومئذ سأهتف من ترابى
يعيش لك الهناء .. و تذكريني 


المصدر : 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق