الثلاثاء، 18 فبراير 2020

قصة ابي نواس والغلام المسيحي .. يرويها الذي جحظت عيناه من شدة التركيز والتأمل

قال احد ملوك العقل العربي ، ومنظّري الأدب والأساليب والكتابة ومقعّد قواعد الفنون الذوقية الجمالية ابو عثمان عمرو بن بحر (تلميذ النظّام) .. وحسبه مجداً وخصيصةً تفرد بها بهذا التتلمذ وساد ذرية آدم :

وعن سليمان، راوية أبي نواس، قال: كنت مع أبي نواس أسير حتى انتهينا إلى درب القراطيس، فخرج من الدرب شيخ نصراني، وخلفه غلام كأنه غصن بان يتثنى كأحسن ما رأيت، فقال: يا سليمان، أما ترى الدرة خلف البصرة؟ ثم قال: هل لك أن تأخذ مني رقعة فتوصلها إليه؟ قلت: بلى. فكتبها، ودفعها إلي، فأوصلتها إليه، فإذا أملح غلام وأخفه روحا، فقال: من صاحب الرقعة؟ قلت: أبو نواس، قال: أين هو؟ قلت: على باب درب القراطيس. قال: فليقف مكانه حتى أروح، وكان في الرقعة:
تمر فأستحييك أن أتكلما ... ويثنيك زهو الحسن عن أن تسلما
ويهتز في ثوبيك كل عشية ... قضيب من الريحان أضحى منعما !
فحسبك أن الجسم قد شفه الهوى ... وأن جفوني فيك قد ذرفت دما
أليس عجيبا عند كل موحد ... غزال مسيحي يعذب مسلما
فلولا دخول النار بعد تنصر ... عبدت مكان الله عيسى بن مريما